قال الخطابي رحمه الله تعالى:" (القادر) : هو من القدرة على الشيء، يقال: قدر يقدر قدرة فهو قادر وقدير، كقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) } [الأحزاب: 27] ، ووصف الله سبحانه نفسه بأنه قادر على كل شيء أراده لا يعترضه عجز ولا فتور" (1) .
ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
"وهو القدير وليس يعجزه إذا مارام شيئًا قط ذو سلطان" (2)
وقال في موطن آخر من النونية:
"وهو القدير فكل شيء فهو مقدور له طوعًا بلا عصيان" (3)
ويقول في طريق الهجرتين:" (القدير) الذي لكمال قدرته: يهدي من يشاء ويضل من يشاء، ويجعل المؤمن مؤمنًا والكافر كافرًا؛ والبر برّاً والفاجر فاجرًا، وهو الذي جعل إبراهيم وآله أئمة يدعون إليه ويهدون بأمره؛ وجعل فرعون وقومه {ِ Zp£J ح r& يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص:41] ، ولكمال قدرته لا يُحيط أحدٌ بشيءٍ من علمه إلا بما شاء أن يُعلِّمه إياه، ولكمال قدرته خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسَّه من لغوبٍ، ولا يعجزه أحدٌ من خلقه ولا يفوته؛ بل هو في قبضته أين كان، فإن فرَّ منه فإنما يطوي المراحل في يديه، كما قيل:"
وكيف يفرُّ المرء عنك بذنبه إذا كان يطوي في يديك المراحلا (4)
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:" (القدير) : كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون، وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد" (5) .
(1) شأن الدعاء، ص 86.
(2) النونية 2/ 218.
(3) النونية: البيت رقم (530) .
(4) طريق الهجرتين ص 235.
(5) تفسير السعدي 5/ 624، 625.