وقوله سبحانه: {ں! ur مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) } [آل عمران: 180] .
المعنى اللغوي لـ (الخبير) :
"الخِبْرُ، والخُبْرُ، والخِبرة، والخُبْرةَ كله: العلم بالشيء. يقال: من أين خَبَرت هذا الأمر، أي من أين علمت؟"
ورجل خابر، وخبير: عالم بالخبر. وخبرت الأمر أخبره: إذا عرفته على حقيقته" (1) ."
معناه في حق الله تعالى:
ما قيل في معاني اسمه سبحانه (العليم) يصلح أن يقال هنا عند الافتراق.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (الخبير) : الذي انتهى علمه إلى الإحاطة ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها (2) .
وقال الغزالي رحمه الله تعالى:" (الخبير) هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة ولا يجري في الملك والملكوت شيء ولا يتحرك ذرة ولا يسكن ولا يضطرب نفس ولا يطمئن إلا ويكون عنده خبره. وهو بمعنى العليم، لكن العليم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي خبرة وسمي صاحبها خبيرًا" (3) .
وقال السعدي رحمه الله تعالى:" (العليم الخبير) وهو الذي أحاط علمِه بالظواهر والبواطن، والإسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء" (4) .
ويقول ابن عاشور رحمه الله تعالى:" (والخبير) : العالم بدقائق الأمور المعقولة والمحسوسة والظاهرة والخفية" (5) .
من آثار الإيمان باسمه (الخبير) :
ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه (العليم) يصلح أن يذكر هنا عند الافتراق، ومن ذلك:
(1) انظر: اشتقاق الأسماء للزجاجي ص 127، الصحاح للجوهري 2/ 641، اللسان 2/ 1090.
(2) الصواعق المرسلة 2/ 492.
(3) المقصد الأسنى ص 63.
(4) تفسير السعدي 5/ 299.
(5) التحرير والتنوير 11/ 310.