فهرس الكتاب
الصفحة 32 من 683

2 -فهم معانيها ومعرفة مدلولاتها. وهذا من معاني الإحصاء الذي منه العقل والمعرفة. تقول العرب: فلان ذو حصاة، أي: ذو عقل ومعرفة بالأمور.

3 -معرفة آثارها في الكون والحياة، والقلب قدر الطاقة؛ لأن هذا ميدان يتفاوت الناس في تحقيقه.

4 -دعاء الله - عز وجل - بها والتعبد له سبحانه بها، وشهود آثارها في القلب، واللسان، والجوارح، والعمل بها.

فإذا قال: (السميع البصير) علم أن الله يسمعه ويراه، وأنه لا يخفى عليه خافية، فيخافه في سره وعلنه، ويراقبه في كافة أحواله، وإذا قال: يا رحمن يا رحيم تذكر صفة الرحمة واعتقد أنها من صفات الله سبحانه فيرجو رحمته، ولا ييأس من مغفرته. وإذا قال:"الرزاق"اعتقد أنه المتكفل برزقه يسوقه إليه في وقته فيثق في وعده وأنه لا رازق له سواه ... إلخ.

وهذه المعاني السابقة لإحصاء أسماء الله تعالى التسعة والتسعين وحفظها هي قول أهل العلم في شرحهم لهذا الحديث.

يبين الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى- مراتب إحصاء أسمائه سبحانه التي من أحصاها دخل الجنة، فيقول:

"المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها."

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.

المرتبة الثالثة: دعاؤه بها. كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثانية: دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، وكذلك لايسأل إلا بها فلا يقال: يا موجود، ياذات، يا شيء اغفر لي وارحمني، بل يُسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم فيقول: يا غفار اغفر لي فإنك أنت الغفور الرحيم، يارزاق ارزقني إنك أنت الرزاق الكريم وهكذا (1) 1) ...

(1) بدائع الفوائد: 1/ 148.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام