فهرس الكتاب
الصفحة 319 من 683

والله تعالى محمود في عزته، لأنها جارية على سنن الرحمة، وسنن الحكمة، وسنن المغفرة والتجاوز عن الذنوب، وسعة المواهب والعطايا، فالله تعالى كما وصف نفسه هو: {¨ a"f ح"ye ّ 9$# الرَّحِيمُ} ، وهو: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، وهو: {الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} ، وهو: {الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} ، وهو: {الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} ، ولا كذلك العزيز من العباد الذي يتجبر، ويطغى، ويبطش فيخاف إفساده وبغيه وبطشه وتعد السلامة من أذاه غاية المطلوب.

رابعًا: اقتران اسمه سبحانه (الحميد) باسمه سبحانه (الغني) :

جاء هذا الاقتران في القرآن الكريم عشر مرات؛ من ذلك قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) } [الممتحنة: 6] ، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) } [البقرة: 267] ، وبقية المواضع في سورة الحج، الحديد، التغابن وفاطر، وإبراهيم، ولقمان، والنساء. وعن وجه هذا الاقتران يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - عند آية البقرة:"فإنه سبحانه طيب لا يقبل إلا طيبًا، ثم ختم الآيتين بصفتين تقتضيهما سياقهما، فقال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} فغناه وحمده يأبى قبول الرديء، فإنَّ قابِلَ الرديء الخبيث: إما أن يقبله لحاجته إليه، وإما أن نفسه لا تأباه لعدم كمالها وشرفها، وأما الغنيُّ عنه، الشريف القدر الكامل الأوصاف: فإنه لا يقبله" (1) .

خامسًا: اقتران اسمه سبحانه (الحميد) باسمه سبحانه (الولي) :

(1) طريق الهجرتين ص 666 - 667.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام