فهرس الكتاب
الصفحة 318 من 683

وأما المجد فهو مستلزم للعظمة، والسعة، والجلال، كما يدل عليه موضوعه في اللغة، فهو دَالٌّ على صفات العظمة والجلال، والحمد يدل على صفات الإكرام والله سبحانه ذو الجلال والإكرام" (1) ، ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: عند قوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} :"أي حميد الصفات لأن صفاته صفات كمال، حميد الأفعال، لأن أفعاله إحسان وجود، وبر، وحكمة، وعدل، وقسط، (مجيد) والمجد: هو عظمة الصفات وسعتها، فله صفات الكمال، وله من كل صفة كمال أكملها وأتمها وأعمها" (2) ."

ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (الحميد) باسمه سبحانه (العزيز) :

ورد هذا الاقتران ثلاث مرات في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) } [البروج: 8] ، وقوله تعالى: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) } [إبراهيم: 1] ، وقوله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) } [سبأ: 6] ، وعن سر هذا الاقتران بين هذين الاسمين الكريمين يمكن القول بأن:"العزة صفة كمال لله - عز جل - والحمد صفة كمال أخرى، واقتران العزة بالحمد صفة كمال ثالثة لله تعالى."

فله الحمد"على عزته وغلبته، وعلى إعزازه لأوليائه، ونصره لحزبه وجنده" (3) .

(1) جلاء الأفهام ص 186 - 187.

(2) تفسير السعدي 2/ 379.

(3) انظر: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم، د. نجلاء الكردي ص 208.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام