وأما المجد فهو مستلزم للعظمة، والسعة، والجلال، كما يدل عليه موضوعه في اللغة، فهو دَالٌّ على صفات العظمة والجلال، والحمد يدل على صفات الإكرام والله سبحانه ذو الجلال والإكرام" (1) ، ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: عند قوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} :"أي حميد الصفات لأن صفاته صفات كمال، حميد الأفعال، لأن أفعاله إحسان وجود، وبر، وحكمة، وعدل، وقسط، (مجيد) والمجد: هو عظمة الصفات وسعتها، فله صفات الكمال، وله من كل صفة كمال أكملها وأتمها وأعمها" (2) ."
ثالثًا: اقتران اسمه سبحانه (الحميد) باسمه سبحانه (العزيز) :
ورد هذا الاقتران ثلاث مرات في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) } [البروج: 8] ، وقوله تعالى: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) } [إبراهيم: 1] ، وقوله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) } [سبأ: 6] ، وعن سر هذا الاقتران بين هذين الاسمين الكريمين يمكن القول بأن:"العزة صفة كمال لله - عز جل - والحمد صفة كمال أخرى، واقتران العزة بالحمد صفة كمال ثالثة لله تعالى."
فله الحمد"على عزته وغلبته، وعلى إعزازه لأوليائه، ونصره لحزبه وجنده" (3) .
(1) جلاء الأفهام ص 186 - 187.
(2) تفسير السعدي 2/ 379.
(3) انظر: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم، د. نجلاء الكردي ص 208.