جاء اقتران اسمه (الحميد) باسمه سبحانه (المجيد) مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73) } [هود: 73] ، وجاء ذلك أيضًا في أذكار التشهد الأخير في قول المصلي:"اللََّّهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبرهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" (1) وعن المعنى الزائد في اقتران هذين الاسمين الكريمين يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"والحمد والمجد إليهما يرجع الكمال كله، فإن الحمد يستلزم الثناء والمحبة للمحمود، فمن أحببته ولم تُثْن عليه لم تكن حامدًا له، وكذا من أثنيت عليه لغرضٍ ما ولم تُحبه لم تكن حامدًا له حتى تكونَ مثنيًا عليه محبًا، وهذا الثناء والحب تَبَعٌ للأسباب المقتضية له، وهو ما عليه المحمود من صفات الكمال، ونعوت الجلال والإحسان إلى الغير، فإن هذه هي أسباب المحبة، وكلما كانت هذه الصفات أجمع وأكمل، كان الحمد والحب أتَمَّ وأعظم."
والله سبحانه له الكمالُ المطلق الذي لا نقصَ فيه بوجهٍ ما، والإحسان كلُّه له ومنه، فهو أحقُّ بكلِّ حمد، ٍ وبكل حب من كل جهة، فهو أهلٌ أنْ يُحب لذاته ولصفاته ولأفعاله ولأسمائه ولإحسانه، ولكل ما صدر منه سبحانه.
(1) البخاري 3370، مسلم 406/ 405.