فهرس الكتاب
الصفحة 316 من 683

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"ومعلوم أن كل ما يحمد فإنما يحمد على ما له من صفات الكمال، فكل ما يحمد به الخلق فهو من الخالق، والذي منه ما يحمد عليه هو أحق بالحمد، فثبت أنه المستحق للمحامد الكاملة، وهو أحق من كل محمود بالحمد، والكمال من كل كامل وهو المطلوب" (1) .

وهذا اليقين يثمر في قلب المسلم القبول التام، والاستسلام المطلق لأحكام الله الشرعية.

واليقين أنها كلها خير ومصلحة وحكمة، ولو لم ندرك حكمة بعضها، لكن الله تعالى يحمد عليها لما يعلمه سبحانه من الحكمة والخير فيها لعباده، وكذلك أحكامه سبحانه القدرية فما كنا فيها مأمورين بمدافعتها بالأسباب الشرعية دافعنا، وما كان منها أمر مقضي فإن الواجب حينها الاستسلام والرضا واليقين بأن له سبحانه الحكمة البالغة التي يحمد عليها ولو غابت عن عقولنا، وكذلك له الحمد في كل ما خلق في هذا الكون من ناطقه وجامده، وله الحمد على ذلك كله ولو لم ندرك حكمته سبحانه في خلق كثير منها.

كما أن له الحمد في أحكامه الجزائية في الدنيا ويوم القيامة؛ لأنها كلها فضل ورحمة أو عدل وحكمة، وهذه مما يحمد الله -عز وجل- عليها.

اقتران اسمه سبحانه (الحميد) ببعض الأسماء الحسنى:

أولاً: اقتران اسمه سبحانه (الحميد) باسمه سبحانه (الحكيم) :

وقد ورد ذلك في قوله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) } [فصلت: 42] .

وقد سبق ذكر المعنى المستفاد من اقتران هذين الاسمين الكريمين في الكلام عن اسمه سبحانه (الحكيم) فليرجع إليه.

ثانيًا: اقتران اسمه سبحانه (الحميد) باسمه سبحانه (المجيد) :

(1) مجموع الفتاوى 6/ 83، 84.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام