فهرس الكتاب
الصفحة 291 من 683

قال الله - عز وجل: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) } [النساء: 35] ، وجاء هذا الاقترن في آيات أخر، وقد جاء اقتران هذين الاسمين الكريمين في القرآن (أربع) مرات.

(والخبير) :"هو الذي لا تعزب عنه الأخبار الباطنة"وهو العالم بكنه الشيء، المطلع على حقيقته."و (الخبير) أخص من (العليم) لأنه مشتق من خبر الشيء إذا أحاط بمعانيه ودخائله" (1) .

أما عن المعنى الزائد من الجمع بين هذين الاسمين الجليلين (العليم الخبير) :

فإن (العليم) كما سبق دال على شمول العلم، (والخبير) هو العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته، والذي لا تعزب عنه الأمور الباطنة. فإذا اقترن باسمه سبحانه (العليم) كان مقام الاقتران في سياق الآية يناسبه ذكر هذين الاسمين الكريمين فإما أن يكون المقام مقام اختصاص الله - عز وجل - بعلم وحكمة ينفردان عن علم الخلق في أمره وشرعه أو يكون المقام مقام اختصاص الله - عز وجل - بالغيب المحجوب عن الخلق في قضائه وقدره، أو في مقام اطلاع الله - عز وجل - على مكنونات الصدور ووساوس القلوب. وعند تدبر الآيات التي ختمت بهذين الاسمين الكريمين يتضح ذلك جليًا.

وقد يقال: إن (العليم الخبير) إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؛ بمعنى أنه إذا ذكر اسمه سبحانه (العليم) مفردًا فإنه يشمل إحاطة علم الله عز وجل بالظواهر والبواطن، وكذلك لو ذكر اسمه سبحانه (الخبير) مفردًا. أما إذا اجتمعا في آية واحدة فإن (العليم) يفيد الإحاطة العلمية بالعالم المشهود، و (الخبير) بعالم الغيب والبواطن، والله أعلم.

سابعًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الواسع) :

قد سبق الكلام عن توجيه هذا الاقتران عند الحديث عن اسمه سبحانه (الواسع) فليرجع إليه.

(1) المصدر السابق 421.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام