فهرس الكتاب
الصفحة 290 من 683

وقد ورد هذا الاقتران في القرآن الكريم (ثلاث) مرات من ذلك قوله تعالى: {وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) } [النساء: 12] ، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) } [الأحزاب: 51] . وقوله سبحانه: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} [الحج:59] .

وفي الجمع بين هذين الاسمين الكريمين صفة كمال أخرى؛ إذ أن الله - عز وجل - لو يعامل عباده ويجازيهم بما يعلمه سبحانه من ذنوبهم الظاهرة وما تخفيه قلوبهم من المعاصي الباطنة لهلكوا ولكنه سبحانه حليم عمن عصاه يغفر له ويمهله ولا يعاجله بالعقوبة لعله يتوب وينيب، قال الله - عز وجل: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِن اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45) } [فاطر: 45] .

فما أجمل العلم الذي يزينه الحلم. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"... ولهذا جاء اسمه (الحليم) في القرآن في أكثر من موضع ولسعته يقرنه سبحانه باسم العليم كقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} ، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) } [النساء: 12] وفي أثر"أن حملة العرش أربعة، اثنان منهم يقولان: سبحانك اللَّهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك، واثنان يقولان: سبحانك اللَّهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك"فإن المخلوق يحلم عن جهل، ويعفو عن عجز، والرب تعالى يحلم مع كمال علمه، ويعفو مع تمام قدرته، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم ومن عفو إلى اقتدار .." (1) .

سادسًا: اقتران اسمه سبحانه (العليم) باسمه سبحانه (الخبير) :

(1) عدة الصابرين ص 236.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام