فهرس الكتاب
الصفحة 262 من 683

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"الواسع الصفات والنعوت ومتعلقاتها بحيث لا يحصي أحد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم" (1) .

ويلاحظ في هذا المعنى أن كل واحد منها أخذ ببعض معان ومقتضيات هذا الاسم الجليل، وإلا فاسم (الواسع) يشمل - كما قال الشيخ السعدي - جميع الصفات والنعوت، فهو الواسع في علمه، وهو الواسع في غناه، وهو الواسع في فضله وإنعامه وجوده، وهو الواسع في قوته وعظمته وجبروته، وهو الواسع في قدرته، الواسع في حكمته، وهو الواسع في مغفرته ورحمته.

من آثار هذا الاسم الكريم:

يذكر الشيخ الأشقر - حفظه الله تعالى - بعض هذه الآثار ومنها:

1 -سعة جود الله وكرمه: أما سعة جود الله وكرمه، وإحسانه وبسط نعمه فباب كبير، يلحظه العباد فيما ينزله الله من السماء من ماء، وما تجري به الأنهار، في جنبات الأرض مشرقه ومغربه، وما يخرجه الله من نبات الأرض وأشجارها وثمارها، وما تموج به البحار من خيرات مما لا يعلمه ولا يحصيه إلا رب العباد، ومنها ما يوسع الله به على بعض خلقه دون بعض، كما قال سبحانه: {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) } [البقرة: 247] ، وقال: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) } [البقرة: 261] ، وقال: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) } [النور: 32] .

2 -سعة علم الله: وعلم الله أيضًا واسع، كما قال سبحانه: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) } [طه: 98] ، وقال: {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأعراف: 89] .

(1) تفسير السعدي 5/ 631.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام