فهرس الكتاب
الصفحة 218 من 683

1 -محبة الله - عز وجل - والأنس به حيث إنه يلطف بعباده المؤمنين، ويحسن إليهم ويرفق بهم ولا يعجل عليهم بالعقوبة ويسوق لهم الخير من حيث يحتسبون، ومن حيث لا يحتسبون، بل يسوق لهم الخير من حيث يكرهون. وهذه المحبة تثمر التقرب إليه سبحانه بأنواع العبوديات، كما تثمر الحياء والإجلال له سبحانه، وهذا الحياء يدفع العبد إلى تعظيم حرماته سبحانه فلا يغشاها، وحدوده فلا يقربها، كما تثمر هذه المحبة الدعوة إليه سبحانه والجهاد في سبيله، والتضيحة بالنفس والمال في سبيل مرضاته (1) .

2 -الطمأنينة والسكينة التي يسكبها هذا الاسم الكريم في قلب المؤمن. فكما سبق في معنى (اللطيف) وفي ذكر بعض آثار هذا الاسم الجليل، والتي منها أن الله - عز وجل - بلطفه يسوق الخير والرحمة إلى عبده من حيث لا يشعر، بل من حيث يكره ويتألم. فإذا استقرت في قلب العبد هذه المعاني رضي وسلم واطمأن وفوض الأمر إلى الله تعالى. وهذه الثمرة تقودنا إلى الثمرة التالية ألا وهي:

(1) = …من نعمه سبحانه التي لا تعد ولا تحصى مما يشاهد في الآفاق الأنفس: {وَإِنْ تَعُدُّوا > MyJ÷eR اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:34] ، [النحل: 18] ، ولو ذهبنا نستعرض لطفه سبحانه في نعمه الظاهرة لفنيت الأعمار ولم ندرك لها عدًا ويكفي أن نذكر لطفه سبحانه في تيسير لقمة واحدة يتناولها العبد من غير كلفة يتجشمها وقد تعاون على إصلاحها خلق كثير من مصلح الأرض، وزارعها، وساقيها، وحاصدها، ومنقيها، وطاحنها، وعاجنها، وخابزها، وتيسير مضغها مما وضع الله في الفم من أسنان طاحنة وقاطعة، ولسان يدير اللقمة ويسهلها للبلع، ولعاب يسهل مرورها في المريء إلى آخر هذه الألطاف الربانية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام