فهرس الكتاب
الصفحة 217 من 683

"ومن لطف الله بعبده: أن يقدر خيرًا وإحسانًا من عبده، ويجزيه على يد عبده الآخر، ويجعله طريقًا إلى وصوله إلى المستحق، فيثيب الله الأول والآخر. ومن لطف الله بعبده أن يجري بشيء من ماله شيئًا من النفع وخيرًا لغيره فيثيبه من حيث لا يحتسب، فمن غرس غرسًا أو زرع زرعًا فأصابت منه روح من الأرواح المحترمة شيئًا آجر الله صاحبه وهو لا يدري خصوصًا إذا كانت عنده نية حسنة وعقد مع ربه عقدًا في أنه مهما ترتب على ما له شيء من النفع فأسألك يارب أن تأجرني، وتجعله قربة لي عندك، وكذلك لو كان له بهائم انتفع بدرها، وركوبها، والحمل عليها، أو مساكن انتفع بسكناها ولو شيئًا قليلاً، أو ماعون ونحوه انتفع به، أو عين شرب منها، وغير ذلك ككتاب انتفع به في تعلم شيء منه، أو مصحف قرئ فيه، والله ذو الفضل العظيم."

"ومن لطف الله بعبده: أن يفتح له بابًا من أبواب الخير لم يكن له على بال، وليس ذلك لقلة رغبته فيه، وإنما هو غفلة منه وذهول عن ذلك الطريق فلم يشعر إلا وقد وجد في قلبه الداعي إليه والملفت إليه، ففرح بذلك وعرف أنها من ألطاف سيده، وطرقه التي قيض وصولها إليه فصرف لها ضميره ووجه إليها فكره وأدرك منها ما شاء الله" (1) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (اللطيف) :

(1) المذاهب الربانية من الآيات القرآنية ص 71 - 76؛ وما ذكره الشيخ - رحمه الله تعالى - هنا من الألطاف غيض من فيض من ألطافه سبحانه الخفية، أما ألطافه الظاهرة فهي في كل نعمة =

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام