فهرس الكتاب
الصفحة 219 من 683

3 -صدق التوكل على الله - عز وجل - والرضا بما يختاره سبحانه والإكثار من دعاء الاستخارة التي به يفوض العبد ربه سبحانه في أن يختار له مما كان له فيه الخير في الدنيا والآخرة، ولا يقترح على ربه طريقًا معينًا فإن الله - عز وجل - يعلم أين تكون مصلحة العبد والعبد لا يعلم، والله سبحانه يقدر على تحقيقها، والعبد لا يقدر والله سبحانه هو العليم القدير.

4 -إن الله سبحانه وتعالى لا يفوته من العلم شيء وإن دق وصغر، وخفي وكان في مكان سحيق، قال سبحانه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}

[الأنعام: 59] .

وجاء في قوله تعالى عن لقمان: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) } [لقمان: 16] .

فالله لا يخفى عليه شيء، ولا الخردلة وهي: الحبة الصغيرة التي لا وزن لها، فإنها لو كانت في صخرة في باطن الأرض، أو في السماوات فإن الله يستخرجها ويأتي بها، لأنه اللطيف الخبير.

فإذا علم العبد أن ربه متصفٌ بدقة العلم، وإحاطته بكل صغيرة وكبيرة، حاسب نفسه على أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، فإنه في كل وقت وحين، بين يدي اللطيف الخبير: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) } [الملك: 14] .

والله سبحانه يجازي الناس على أفعالهم يوم الدين، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، لا يفوته من أعمالهم شيء، لا المحسن يضيع من إحسانه مثقال ذرة، ولا المسيء يضيع من سيئاته مثقال ذرة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام