وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"إن كون العبد على الحق يقتضي تحقيق مقام التوكل على الله، والاكتفاء به، والإيواء إلى ركنه الشديد، فإن الله هو (الحق) وهو ولي الحق، وناصره، ومؤيده، وكافي من قام به. فما لصاحب الحق ألا يتوكل عليه؟ وكيف يخاف وهو على الحق؟ كما قالت الرسل لقومهم: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) } [إبراهيم: 12] (1) 1)."
8 -الثقة في نصر الله - عز وجل - لدينه الحق وأوليائه الثابتين عليه، وعدم الاغترار بانتفاش الباطل وزبده في وقت من الأوقات فإنه ذاهب. ولكن الله - عز وجل - يبتلي به العباد ليعلم المؤمن الصادق الثابت على الحق من المنافق أو ضعيف الإيمان الذين يبهرهم زبد الباطل فيشكون في وعد الله - عز وجل - ونصرته لأوليائه.
قال الله - عز وجل: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) } [الرعد: 17] .
(1) طريق الهجرتين ص 463.