فهرس الكتاب
الصفحة 171 من 683

وقد بين الله - عز وجل - حال الموحد المتمسك بالحق الثابت عليه وحال المشرك المبطل المتذبذب المحتار في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) } [الزمر:29] .

وفي قوله سبحانه: {* أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) } [الرعد: 19] ، وقوله - عز وجل: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) } [الأنعام: 125] .

فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ونسأله سبحانه الثبات على الحق حتى نلقاه.

3 -الرضى والطمأنينة بما يصيب المؤمن من المصائب المؤلمة والإيمان بأنها كائنة بعلم الله - عز وجل - وإرادته وحكمته، وهي حق لا باطل فيها ولا عبث ولا ظلم ولا هوى. فعلم العبد ويقينه بأن كل ما يأتي من الله - عز وجل - حق وعدل ورحمة، يجعله يطمئن ويسلم الأمر لإلهه الحق، ويسلم قلبه من أمراض الريبة، والتسخط، والاعتراض.

4 -التسليم التام لأحكامه سبحانه الشرعية فيما يأمر به وينهى عنه، واليقين بأن أحكام الله تعالى كلها حق وخير؛ لأنها من الله الحق الحكيم العليم فينشأ من ذلك القبول التام، والإذعان، والتسليم، والاغتباط، والسعي لإقرارها بين الناس حتى ينعموا بما فيها من الحق والخير والأمن والسلام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام