فهرس الكتاب
الصفحة 170 من 683

-وأنه هو الحق في ربوبيته وألوهيته فهو (الرب) الحق لكل مربوب وهو المعبود الحق لكل مألوه وعابد مربوب.

-وأن أفعاله سبحانه كلها حق ومقتضى الحكمة فخبره حق، وشرعه حق، وقضاؤه حق وجزاؤه حق، والله أنزل الكتب بالحق، وأرسل رسله بالحق، وخلق السماوات والأرض بالحق، وقص الله تبارك وتعالى القصص بالحق. ووعد الله حق لا يتخلف، فنصره لأوليائه حق، والبعث بعد الموت حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، وكل ما وعد الله به فهو حق؛ لأنه صدر عن الحق سبحانه وتعالى وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"خلق مخلوقاته بسبب الحق ولأجل الحق، وخلقها متلبس بالحق، وهو في نفسه (حق) فمصدره حق وغايته حق وهو متضمن للحق" (1) 1).

من آثار الإيمان بهذا الاسم الكريم:

1 -تجريد المحبة لله - عز وجل - وتعظيمه وإجلاله حيث إنه الموجود الحق، والرب الحق والإله الحق. وكل ما سواه فهو مربوب، ووجوده مستمد من وجوده سبحانه. لأنه الأول الذي ليس قبله شيء، فمنه سبحانه الإيجاد، والإعداد، والإمداد، وما سواه فهي أسباب مخلوقة صادرة من مسبب الأسباب الإله الحق.

فحري بمن هذه صفاته أن يحب ويعظم ويؤله وتوجه العبادة له وحده دون ما سواه؛ لأنه الرب الحق، والإله الحق الذي يستحق غاية الحب وغاية الذل والتعظيم والإجلال.

2 -الشعور بالغبطة والسعادة والسرور بالهداية إلى دين الإسلام الحق الذي هو دين الله، والذي من هُدي إليه واستقام عليه اطمأنت نفسه، وانشرح صدره، وسلم من التشتت والاضطراب والحيرة التي تكون من نصيب المبطل المعرض عن الله - عز وجل - وعن أحكامه والذي هو في أمر مريج وفي حيرة وعماية.

(1) شفاء العليل 2/ 57.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام