فهرس الكتاب
الصفحة 169 من 683

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:" (الحق) في ذاته وصفاته، فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيء من الأشياء إلا به، فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفًا. ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفًا. فقوله حق، وفعله حق، ولقاؤه حق، ورسله حق، وكتبه حق، ودينه هو الحق، وعبادته وحده لا شريك له هي الحق، وكل شيء ينسب إليه فهو حق: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَن مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَن اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) } [الحج: 62] ، وقال: {وَقُلِ بالْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ `د B÷s م u=su وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] ، {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} [يونس: 32] ، {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) } [الإسراء: 81] " (1) 2).

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"فكما أن ذاته (الحق) : فقوله الحق، ووعده الحق، وأمره الحق، وأفعاله كلها حق وجزاؤه المستلزم لشرعه ودينه ولليوم الآخر حق. فمن أنكر شيئًا من ذلك فما وصف الله بأنه (الحق) المطلق من كل وجه، وبكل اعتبار فكونه حقًا يستلزم شرعه ودينه وثوابه وعقابه" (2) 3).

مما سبق من النقولات يتبين لنا بعض المعاني التي يتضمنها هذا الاسم الكريم من أسمائه سبحانه الحسنى ومنها:

أنه سبحانه له الوجود الحق: فالخلق كلهم يزولون ويفنون وهو سبحانه الحي الذي لا يموت، وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا تعب، ولا لغوب.

-وأن أسماءه سبحانه وصفاته كلها حق فليس فيها شيء باطل لا في علمه، ولا قدرته، ولا عزته، ولا حكمته فهو الإله الحق الكامل في ذاته، وأسمائه وصفاته.

(1) تفسير السعدي 5/ 492.

(2) بدائع الفوائد 4/ 139.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام