فهرس الكتاب
الصفحة 15 من 683

فيستحيل أن يكون غير محمود كما يستحيل أن يكون غير قادر ولا خالق، ولا حي وله الحمد كله واجب لذاته ، فلا يكون إلا محمودًا كما لايكون إلا إلهًا وربًا قادرًا" (1) 1)."

ويبين - رحمه الله تعالى - معنى الإلحاد في أسمائه - عز وجل - فيقول:"والإلحاد في أسمائه هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها وهو مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادته (ل ح د) فمنه اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. ومنه الملحد في الدين، المائل عن الحق إلى الباطل. قال ابن سكيت: الملحد المائل عن الحق، المدخل فيه ما ليس منه، ومنه الملتحد وهو مفتعل من ذلك."

وقوله تعالى: { وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) } [الكهف: 27] ، أي: من أحد تعدل وتهرب إليه وتلتجئ إليه، وتبتهل إليه فتميل إليه عن غيره. تقول العرب: التحد فلان إلى فلان إذا عدل إليه. إذا عرف هذا فالإلحاد في أسمائه تعالى أنواع:

أحدها: أن يسمي الأصنام بها، كتسميتهم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهًا وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم، وآلهتهم الباطلة.

وثانيها: تسميته بما لا يليق بجلاله: كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا بذاته، أو علة فاعله بالطبع ونحو ذلك.

وثالثها: وصفها بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود: أنه فقير، وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق خلقه، وقولهم: يد الله مغلولة وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته.

(1) طريق الهجرتين ص 203.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام