فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 683

ويقول في موطن آخر:"أسماؤه كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل" (1) 2).

وقال عند قوله تعالى: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } [الإسراء: 110] .

"أي: إنكم إنما تدعون إلهاً واحدًا له الأسماء الحسنى، فأيُّ اسم دعوتموه: فإنما دعوتم المسمى بذلك الاسم، فأخبر - سبحانه - أنه إله واحدٌ؛ وإن تعدَّدت أسماؤه الحسنى المشتقة من صفاته، ولهذا كانت حسنى."

وإلا فلو كانت كما يقول الجاحدون لكماله: أسماء محضة فارغة من المعاني ليس لها حقائق؛ لم تكن حسنى، ولكانت أسماء الموصوفين بالصفات والأفعال أحسن منها، فنزلت الآية على توحيد الذات؛ وكثرة النعوت والصفات" (2) 3)."

ويقول أيضًا:"والمقصود أن الرب أسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم سوء، وأوصافه كلها كمال ليس فيها صفة نقص، وأفعاله كلها حكمة ليس فيها فعل خال عن الحكمة والمصلحة، وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم موصوف بصفة الكمال، مذكور بنعوت الجلال، منزه عن الشبيه والمثال، ومنزه عما يضاد صفات كماله؛ فمنزه عن الموت المضاد للحياة، وعن السِّنَةِ والنوم، والسهو، والغفلة المضاد للقيومية، وموصوف بالعلم منزه عن أضداده كلها، من النسيان والذهول وعزوب شيء عن علمه. موصوف بالقدرة التامة منزه عن ضدها من العجز، واللغوب، والإعياء. موصوف بالعدل منزه عن الظلم. موصوف بالحكمة منزه عن العبث. موصوف بالسمع والبصر منزه عن أضدادهما من الصمم والبكم. موصوف بالعلو والفوقية منزه عن أضداد ذلك. موصوف بالغنى التام منزه عما يضاده بوجه من الوجوه مستحق للحمد كله."

(1) مدارج السالكين 1/125.

(2) الصواعق المرسلة 3/938.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام