فهرس الكتاب
الصفحة 144 من 683

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (القدوس) :

1 -محبته سبحانه وتعظيمه وإجلاله، لأنه سبحانه المتصف بصفات الكمال والجلال، والمنزه عن النقائص والعيوب؛ ومن كان هذا وصفه فإن النفوس مجبولة على حبه وتعظيمه، وهذه المحبة تورث حلاوة في القلب، ونورًا في الصدر، وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي يصغر بجانبه كل نعيم.

2 -تنزيهه سبحانه في أقواله وأفعاله وأسمائه وصفاته عن كل نقص وعيب، والتعبد له سبحانه بذلك. ولهذا التنزيه صور كثيرة منها:

أ- إثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلا، وتنزيهه - سبحانه وتعالى - عن مشابهة أحد من خلقه في ذلك.

قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } [الشورى: 11] ، وليس من التنزيه والتعظيم والتقديس لله تعالى أن تنفي عن الله تعالى ما أثبته لنفسه من الصفات والأفعال.

ففي الآية الكريمة ينفي سبحانه عن نفسه الشبيه والمثيل، ويثبت لنفسه السمع والبصر من غير تمثيل ولا تشبيه.

ب- تنزيه الله - عز وجل - عن الشريك، والأنداد، والصاحبة، والولد فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وحده لا شريك له تعالى الله عما يقول الظالمون المشركون علوًا كبيرًا.

قال الله - عز وجل: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) } [الأنبياء: 26] ، وقال سبحانه: {سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [النساء: 171] ، وقال تبارك وتعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) } [الإسراء: 11] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام