فهرس الكتاب
الصفحة 143 من 683

والمعنى الثاني: أن القدس: البركة، والأرض المقدسة أي: المباركة والقدوس: على وزن (فعُول) بالضم من أبنية المبالغة (1) 2).

أما معناه في حق الله عز وجل:

فقد قال ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى:" {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة: 30] ، أي:"ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك، ونصلي لك، ونقدس لك، ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس، وما أضاف إليك أهل الكفر بك" (2) 1)."

وقال البيهقي:"هو (الطاهر) من العيوب المنزه عن الأولاد والأنداد. وهذه صفة يستحقها بذاته" (3) 2).

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:" (القدوس) : المنزه من كل شر ونقص وعيب كما قال أهل التفسير: هو (الطاهر) من كل عيب المنزه عما لا يليق به وهذا قول أهل اللغة. وأصل الكلمة من الطهارة والنزاهة" (4) 3).

وقد ذكر - رحمه الله تعالى - هذا الاسم الكريم في نونيته حيث قال:

هذا ومن أوصافه القدوس ذو التنزيه بالتعظيم للرحمن (5) 4).

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"ومن أسمائه (القدوس) (السلام) أي: المعظم المنزه عن صفات النقص كلها، وعن أن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه، أو يماثله أحد في شيء من الكمال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4) } [الإخلاص: 4] ، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) } [مريم: 65] ، {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة: 22] ، فـ (القدوس) كـ (السلام) ينفيان كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله" (6) 1).

(1) انظر النهاية لابن الأثير 5/ 23، اللسان 5/ 3549.

(2) تفسير الطبري 1/ 167.

(3) الاعتقاد للبيهقي ص 54.

(4) شفاء العليل 2/ 510.

(5) نونية ابن القيم البيت (3322) .

(6) تفسر السعدي 5/ 487.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام