فهرس الكتاب
الصفحة 126 من 683

أولاً: محبته سبحانه وحمده وإجلاله وتعظيمه.

ثانيًا: التبرؤ من الحول والقوة والافتقار التام لله - عز وجل - وإنزال جميع الحوائج بالله - عز وجل - وإخلاص الاستعانة والاستغاثة والاعتصام لله - عز وجل - وقطع التعلق بالمخلوق الضعيف المربوب لله تعالى المفتقر إلى ربه - عز وجل - الفقر الذاتي التام. ولذا وردت الاستغاثة باسمه (الحي القيوم) ، كما جاء في الحديث السابق: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) (1) 2).

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"انتظم هذان الاسمان صفات الكمال والغنى التام، والقدرة التامة، فكأن المستغيث بهما مستغيث بكل اسم من أسماء (الرب) تعالى وبكل صفة من صفاته فما أولى الاستغاثة بهذين الاسمين أن يكونا في مظنة تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإنالة الطلبات" (2) 1).

ثانيًا: ومع ظهور آثار قيوميته سبحانه لكل شيء من المخلوقات جامدها، ومتحركها، فاجرها، وتقيها إلا أن لآثار قيوميته سبحانه بأوليائه وبمن أحبه شأنًا آخر وطعمًا خاصًا يظهر في حفظه ولطفه ورعايته بعباده المتقين، وهذا يقتضي محبة الله - عز وجل - المحبة التامة، والركون إليه، والتعلق به وحده، والسكون إليه، والرضا بتدبيره .. وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"هو سبحانه (القيوم) المقيمُ لكلِّ شيءٍ من المخلوقات - طائعِها وعاصيها - فكيف تكون قيوميته بمن أحبَّه وتولاه؛ وآثره على ما سواه، ورضي به من دون الناس حبيبًا، وربّاً، ووكيلا، ً وناصرًا، ومعينًا، وهاديًا؟" (3) 2).

(1) سبق تخريجه ص 154.

(2) بدائع الفوائد 2/ 410.

(3) طريق الهجرتين 1/ 281.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام