فهرس الكتاب
الصفحة 116 من 683

وتوفيق العبد للتوبة ثم قبولها منه يترتب عليه حسن العاقبة، والنجاة من عذاب الله تعالى وتلك رحمة خاصة، بل إنه سبحانه من عظيم رحمته بعبده أنه يفرح بتوبته فرحًا عظيمًا كما جاء في الحديث الصحيح السابق ذكره: (لله أفرح بتوبة عبده - حين يتوب إليه - من أحدكم كان على راحلة بأرض فلاة ... الحديث) (1) .

خامسًا: اقتران اسمه (الرحيم) باسمه سبحانه (العزيز) :

وجاء هذا الاقتران في (13) موضعًا من القرآن الكريم منها (9) مواضع في سورة الشعراء وذلك بالتعقيب على قصة كل نبي مع قومه، بقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9) } [الشعراء: 8، 9] ، وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) } [الشعراء: 217] ، وقوله تعالى: {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) } [يس: 5] ، وقوله - عز وجل: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) } [الدخان: 42] ، وقوله سبحانه: {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) } [السجدة: 6] .

واقتران هذين الاسمين الكريمين واضح لمن تأمله حسب السياق القرآني في الآية التي يختم فيها بهذين الاسمين الجليلين.

ففي سورة الشعراء لما كانت الآية هي بمثابة التعقيب على قصة كل نبي مع قومه ناسب ختمها بهذين الاسمين الكريمين، وذلك أن ما حصل للمكذبين من عذاب وهلاك إنما هو مقتضى عزته سبحانه وقوته، وغلبته وهو موجب اسمه سبحانه (العزيز) وما حصل من إنجاء للرسل وأتباعهم إنما مقتضى رحمته ولطفه وهو موجب اسمه سبحانه (الرحيم) .

(1) سبق تخريجه ص 136.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام