فهرس الكتاب
الصفحة 115 من 683

ولذلك وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } [التوبة: 128] ، وهذه من الأسماء التي تطلق على الله تعالى وعلى غيره إلا أنه لا يجوز أن يتسمى المخلوق بـ (الرؤوف الرحيم) على الإطلاق وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"إنه لا يجوز أن يتسمى بأسماء الله المختصة به، وأما الأسماء التي تطلق عليه وعلى غيره كـ (السميع والبصير) و (الرؤوف والرحيم) فيجوز أن يخبر بمعانيها عن المخلوق، ولا يجوز أن يتسمى بها على الإطلاق بحيث تطلق عليه كما تطلق على الرب تعالى" (1) .

رابعًا: اقتران اسمه (الرحيم) باسمه سبحانه (التواب) :

وجاء هذا الاقتران في (تسعة) مواضع من القرآن منها قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) } [البقرة: 37] ، وقوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَن اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) } [التوبة: 104] ، وقوله تعالى: {فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16) } [النساء: 16] ، وسر الاقتران بين هذين الاسمين الكريمين واضح، ذلك أن من آثار وثمار رحمة الله تعالى توفيقه لعباده إلى التوبة ثم قبولها منهم، قال الله - عز وجل: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) } [النساء: 27] .

(1) تحفة المولود بأحكام المولود ص 108.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام