ثامنًا: فهم معاني أسماء الله - عز وجل- وصفاته طريق إلى محبة الله، وتعظيمه ورجائه والخوف منه، وفي ذلك يقول العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى:"فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء، والمهابة، والمحبة والتوكل وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات" (1) 1).
تاسعًا: إن في تدبر معاني أسماء الله - عز وجل- وصفاته أكبر عون على تدبر كتاب الله تعالى حيث أمرنا الله - عز وجل- بتدبر القرآن في قوله سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) } [ص: 29] .
ونظرًا لأن القرآن الكريم يكثر فيه ذكر الأسماء والصفات حسب متعلقاتها فإن في تدبرها بابًا كبيرًا من أبواب تدبر القرآن.
وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"وأنت إذا تدبَّرتَ القرآنَ- وأجرتَه من التحريف؛ وأن تقضي عليه بآراء المُتكلِّمين، وأفكار المُتكلِّفين-: أشهدكَ ملكًا قيومًا فوق سماواته على عرشه، يُدبِّر أمر عباده، يأمر وينهي، ويُرسل الرسلَ ويُنزل الكتبَ، ويرضى ويغضب، ويُثيب ويُعاقب، ويُعطي ويمنع، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ويخفض ويرفع، يرى من فوق سبع ويسمع، ويعلم السرَّ والعلانية، فعَّال لما يُريد، موصوفٌ بكلِّ كمال، مُنزَّهٌ عن كلِّ عيبٍ، لا تتحرك ذرةٌ فما فوقها إلا بإذنه، ولا تسقط ورقةًٌ إلا بعلمه، ولا يشفع أحدٌ عنده إلا بإذنه، ليس لعباده من دونه وليٌّ ولا شفيعٌ" (2) 1).
عاشرًا: العلم بأسماء الله - عزل وجل- وصفاته يزرع في القلب الأدب مع الله تعالى والحياء منه.
(1) شجرة المعارف ص 1.
(2) الفوائد ص 82.