فهرس الكتاب
الصفحة 87 من 358

لعنَ اللهُ من لعن والديه [1] ، لعن الله من آوى محدثاً [2] ،

(1) أصحابنا أن ما ذبح عند استقبال السلطان تقرباً إليه أفتى أهل بخارى بتحريمه؛ لأنه مما أُهل به لغير الله».

قال الرافعي: «إنما يذبحونه استبشاراً بقدومه فهو كذبح العقيقة لولادة المولود» . قال في «الشرح» *: «إن كان إنما يذبحونه استبشاراً كما ذكر الرافعي، فلا يدخل في ذلك، وإن كانوا يذبحونه تقرباً إليه فهو داخل في الحديث» . انتهى.

وإني لأعجب من كلام الرافعي وقياسه الذبح للسلطان تقرباً إليه وتعظيماً له عند قدومه الذي هو شرك أكبر على العقيقة التي هي سنة نبوية، وأعجب منه موافقة الشارح له على ذلك وهذا القياس إنما يصح لو كانت العقيقة مشروعة عند وضع المولود وهي إنما تشرع في اليوم السابع من الولادة فما بعده، اللهم إنا نعوذ بك من سوء الفهم وانقلاب الحقائق.

قوله: «لعن الله من لعن والديه» يعني: أباه وأمه وإن علوا، وفي الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من الكبائر شتم الرجل والديه» . قالوا: وهل يشتم الرجل والديه. قال: «نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسبّ أمه فيسب أمه» *.

(2) قوله: «لعن الله من آوى محدثاً» وهو بفتح الهمزة ممدودة إلى ضمة إليه، وحماه. وأما محدثاً فقال أبوالسعادات [النهاية 1/ 82، 351] : يُروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانياً وآواه وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يُقتَصَّ منه، والفتح: هو الأمر المُبتَدَع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضى به والنصر فإنه إذا ارتضى بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه». قال ابن القيم: «هذه الكبيرة تختلف مراتبها باختلاف مراتب الحدث في نفسه، فكلما كان الحدث في نفسه أكبر كانت الكبيرة أعظم» .

* (ص/155) .

** أخرجه البخاري (5973) ، ومسلم (89) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام