فهرس الكتاب
الصفحة 82 من 358

يقال لها ذات أنواط [1] ،

(1) بالمكان ولزومه، ومنه {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} [الأنبياء:52] وعكوفهم عندها تبركاً وتعظيماً لها لما يعتقدونه فيها من البركة.

قوله: «وينوطون بها أسلحتهم» أي يعلقونها عليها للبركة، وفي هذا بيان أن عبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرك، وبهذه الأمور الثلاثة عبدت الأشجار ونحوها. قاله في «فتح المجيد» *.

قوله: «يقال لها ذات أنواط» جمع نوط، وهو مصدر سمى به المنوط.

قوله: «فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط» فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدل عنها في يوم صائف الظل هو أدنى منها، وقال: «الله أكبر» ، وفي رواية الترمذي: «سبحان الله» كبَّر ربَّه وعظّمه ونزّهه عن أن يتقرب إليه بمثل هذا.

وفيه: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقيةٌ من تلك العادة لقوله: «ونحن حدثاء عهد بكفر» .

وأنه متقرر عندهم: أن العبادات مبناها على الأمر فصار فيه التنبيه على مسائل القبر، أما من ربك فواضح، وأما من نبيك فمن إخباره بأنباء الغيب، وأما ما دينك فمن قولهم: «اجعل لنا .. إلى آخره» .

وفيه: التكبير عند التعجب خلافاً لمن كرّهه وسد الذرائع والنهي عن التشبه بأهل الجاهلية والغضب عند التعليم. وفيه: معرفة صورة الأمر الذي طلبوا، وكونهم لم يفعلوا وكونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه وأنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل، وأن لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعذرهم بل ردَّ عليها بقوله: «الله أكبر، إنها السُنن، لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم» فغلظ الأمر بهذه الثلاث. قاله المصنف رحمه الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام