[النجم:19] .
عن أبي واقد الليثي [1] قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حُنَين ونحن حُدثاء عهد بكفر [2] ، وللمشركين سدرة يعكُفون عندها وينوطون بها أسلحتهم [3] ،
(1) فعلاها خالد بالسيف حتى قتلها، ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: «تلك العزى» *.
قال ابن هشام: وكانوا يسمعون منها الصوت. «وكل هذا وما هو أعظم منه يقع في هذه الأزمنة عند ضرائح الأموات والمشاهد» . قاله في «فتح المجيد» **. وأما مناة فكانت بالمشلّل عند قديد بين مكة والمدينة وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة. وأصل اشتقاقها من اسم الله المنان، وقيل سميت مناة لكثرة ما يمنى أي يراق عندها من الدماء للتبرك بها. قال البخاري في حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها صنم بين مكة والمدينة، قال ابن هشام: فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّاً فهدمها عام الفتح. قال ابن إسحاق: وكانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة، لها سدنة وحجاب وتُهدى لها كما يُهدى للكعبة وتطوف بها وتنحر عندها.
وفيه: معرفة تفسير آية النجم. قاله المصنف.
قوله: «عن أبي واقد الليثي» - وهو الحارث بن عوف - صحابي مشهور، مات سنة ثمان وستين وله خمس وثمانون سنة - رضي الله عنه - «قال: خرجنا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - إلى حُنين» اسم واد شرقي مكة معروف قاتل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هوازن.
(2) قوله: «ونحن حدثاء عهد بكفر» يشير إلى الذين خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ممن قرب عهدهم بالإسلام من مسلمة الفتح وكانوا ألفاً ونيفاً.
قوله: «ونحن حدثاء عهد بكفر» قيد أن غيرهم لا يجهل ذلك. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
(3) قوله: «وللمشركين سدرة يعكفون عندها» والعكوف هو الإقامة على الشيء
* أخرجه النسائي في الكبرى (3944) ، وأبويعلى في المسند (902) .