-رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر:
«لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله [1] ،
(1) فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، وقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم على الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمْر النَّعَم» يدوكون: يخوضون. وفي الصحيحين عن سلمة بن الأكوع قال: كان علي - رضي الله عنه - قد تخلّف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر فقال: أنا أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج فلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله - عز وجل - في صباحها قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «لأعطينّ الراية - أو ليأخذ الراية - غداً رجلاً يحب الله ورسوله - أو قال - يحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه» فإذا نحن بعلي وما نرجوه. فقالوا: هذا علي فاعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراية ففتح الله عليه. والراية: بمعنى اللواء، وهو العَلَم الذي يحمل في الحرب يُعرف به موضع صاحب الجيش وقد يحمله أمير الجيش، وقد يدفعه لمقدم العسكر. وقد صرّح جماعة من أهل اللغة بترادفهما لكن روى الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن عباس: كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواؤه أبيض. ومثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن عدي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وزاد: مكتوب فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله*. «وهو ظاهر في التغاير ولعل التفرقة بينهما عرفية» . قاله في «الشرح» **.
قوله: «يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فيه: فضيلة علي - رضي الله عنه -. قاله المصنف.
وقال شيخ الإسلام [منهاج السنة 7/ 366] : «ليس هذا الوصف مختصاً بعليٍّ ولا بالأئمة؛ فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله، ولكن هذا الحديث من أحسن ما يُحتج به على النواصب، الذين لا يتولونه، أو يكفرونه أو يفسّقونه كالخوارج، لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة، الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم، فإن الخوارج تقول في
* أخرجه أحمد (30/ 589) ، وأبوداود (2591) ، والترمذي (1680) ، والطبراني في الأوسط (730) . وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (2258) (2/ 491) .
** التيسير (ص/103) .