فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 358

أخرجاه [1] .

ولهما عن سهل بن سعد [2]

(1) قوله: «أخرجاه» أي: البخاري ومسلم*. واعلم أنه لم يذكر في الحديث الصوم والحج فأشكل ذلك على كثير من العلماء.

قال شيخ الإسلام: «أجاب بعضهم أن بعض الرواة اختصر الحديث، وليس كذلك، فإن هذا طعن في الرواة؛ لأن ذلك إنما يقع في الحديث الواحد، مثل حديث وفد عبد القيس، حيث ذكر بعضهم الصيام، وبعضهم لم يذكره. فأما الحديثان

-... * أخرجه البخاري (1395) و (1458) وكرره، ومسلم (19) .

(2) المنفصلان فليس الأمر فيهما كذلك، ولكن عن هذا جوابان:

أحدهما: أن ذلك بحسب نزول الفرائض، وأول ما فرض الشهادتين ثم الصلاة فإنه أمر بالصلاة في أول أوقات الوحي، ولهذا لم يذكر وجوب الحج كعامة الأحاديث إنما جاء في الأحاديث المتأخرة.

الجواب الثاني: أنه كان يذكر في كل مقام ما يناسبه، فيذكر تارة الفرائض التي يقاتل عليها كالصلاة والزكاة، ويذكر تارة الصلاة لمن لم يكن عليه زكاة، ويذكر تارة الصلاة والزكاة والصوم فإما أن يكون قبل فرض الحج، وإما أن يكون المخاطب بذلك لا حج عليه، وأما الصلاة والزكاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض، ولهذا ذكر الله تعالى في كتابه القتال عليهما لأنهما عبادتان ظاهرتان بخلاف الصوم فإنه أمرٌ باطن من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة ونحو ذلك مما يُؤتمن عليه العبد، فإن الإنسان يمكنه أن لا ينوي الصوم وأن يأكل سراً كما يمكنه أن يكتم حدثه وجنابته، وهو - صلى الله عليه وسلم - يذاكر في الأعمال الظاهرة التي يقاتل الناس عليها ويصيرون مسلمين بفعلها فلهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصوم وإنه كان واجباً، كما في آيتي براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس، وكذلك لما بعث معاذاً إلى اليمن لم يذكر في حديث الصوم لأنه تبع وهو باطن ولا ذكر الحج لأن وجوبه خاص ليس بعام ولا يجب في العمر إلا مرة». انتهى بمعناه. قاله في «فتح المجيد» *.

قوله: «ولهما -أي البخاري ومسلم - عن سهل بن سعد» بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبي العباس، صحابي شهير، وأبوه صحابي أيضاً، مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المائة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر: «لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يُعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب» فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه فأتي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام