فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض
عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة [1] ،
(1) الخامس: الإخلاص، المنافي للشرك. ... السادس: الصدق، المنافي للكذب.
السابع: المحبة، المنافية لضدها».
قال شيخ الإسلام: «وقد عُلم بالاضطرار من دين الرسول - صلى الله عليه وسلم -، واتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمن به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلماً، والعدو ولياً، والمباح دمه معصوم الدم والمال. ثم إن كان ذلك من قلبه، فقد دخل في الإيمان، وإن قاله بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان» . قال: «وأما إذا لم يتكلم بها مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين باطناً وظاهراً، عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير العلماء» . انتهى. وفيه: كون التوحيد أول واجب، وأنه يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة، وأن معنى يوحدوا الله معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب، يعني عالماً وهو لا يعرفها أو يعرفها ولا يعمل بها. والتنبيه على التعليم بالتدريج والبداءة بالأهم فالأهم. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
قوله: «فإن هم أطاعوك لذلك» أي شهدوا وانقادوا لذلك «فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة» فيه: أن الصلاة أعظم واجب بعد الشهادتين. وفيه: دليل على أن المشرك لا يطالب بفعل الصلاة إلا بعد الإسلام، ولا يلزم من ذلك أن لا يكونوا مخاطبين بفروع الشريعة المأمور به والمنهي عنه، ويزاد في عذابهم بسببها في الآخرة، وهذا قول الأكثرين. قاله النووي.
وفيه: أن الوتر غير واجب؛ لأن هذا كان آخر الأمر.