قال: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب [1] فليكن أول
ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله [2] .
(1) ذكره البخاري في آخر المغازي. وقيل: كان في آخر سنة تسع عند منصرفه من تبوك، وحكى ابن سعد أنه كان في ربيع الآخر سنة عشر، واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر الصديق، ثم توجه إلى الشام فمات بها. واختُلف: هل كان والياً أو قاضياً؟ فجزم ابن عبدالبر بالثاني، والغساني بالأول. والظاهر أنه كان والياً قاضياً. قاله في «الشرح» *.
وقال شيخ الإسلام الفتاوى 10/ 654]: «ومن فضائل معاذ - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى اليمن مبلغاً عنه ومفقهاً ومعلماً وحاكماً» .
قوله: «قال: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب» قال القرطبي: يعني من اليهود والنصارى؛ لأنهم كانوا باليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب، وإنما نبهه على هذا ليتهيأ لمناظرتهم.
قال الحافظ ابن حجر: هو كالتوطئة للوصية ليجمع همَّته عليها.
وفيه: كشف العالم الشبهة عن المتعلم. قاله المصنف رحمه الله.
وفيه: أنّ مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل، والتنبيه على الاحتراز من الشُّبَه والحرص على طلب العلم. قاله في «الشرح» *.
(2) قوله: «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله» بنصب «أول» على أنه خبر يكن مقدماً و «شهادة» اسمها مؤخراً ويجوز العكس. وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة.
قال في «قرة العيون» **: «وكانوا يقولونها لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من أخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه، فكان قولهم «لا إله إلا الله» لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة العظيمة كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة
* (ص/96) .
** (ص/48 - 49) .