فهرس الكتاب
الصفحة 322 من 358

أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً [1] ، فقال: «اغزوا بسم الله في سبيل الله [2] ، قاتلوا من كفر بالله [3] ، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تُمثِّلُوا [4] ، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيتَ عدوك من

المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - [5] فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكُفَّ عنهم [6] ، ثم ادعهم

(1) قوله: «ومن معه من المسلمين خيراً» أي وأوصاه بمن معه من جنود المسلمين أن يفعل معهم خيراً من الرفق بهم والإحسان إليهم وخفض الجناح لهم وترك التعاظم عليهم.

(2) قوله: «فقال اغزوا باسم الله» الباء هنا للاستعانة، أي: اشرعوا في فعل الغزو مستعينين بالله مخلصين له متوكلين عليه. وفيه: قوله اغزوا بسم الله «في سبيل الله» قاله المصنف رحمه الله.

(3) وقوله: «قاتلوا من كفر بالله» بيان لعلة القتال وهي الكفر. قاله المصنف.

وفيه: الرد على من زعم أن علة القتال المقاتلة. وهذا العموم شامل لجميع أهل الكفر المحاربين وغيره، وقد خصّ من هذا العموم من له عهد والرهبان والنساء ومن لم يبلغ الحلم، ومن أعطى الجزية من أهل الكتاب والمجوس.

(4) قوله: «اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا» الغلول: الأخذ من الغنيمة قبل أن تُقسم، والغدر: نقض العهد، والتمثيل: التشويه بالقتيل كجدع أنفه وقطع أذنه ومذاكيره وشق بطنه، وما أشبه ذلك، ولا خلاف في تحريم الغلول والغدر وكراهة التمثيل.

(5) قوله: «وإذا لقيتَ عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال -» شكٌ من الراوي، ومعناهما واحد.

(6) قوله: «فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم» قيَّدناه عمَّن يوثق بعلمه وتقييده بنصب «أيتهن» ؛ على أن يعمل فيها «أجابوك» لا على إسقاط حرف الجر، وما زائدة، ويكون تقدير الكلام: إلى أيتهن أجابوك فاقبل منهم، كما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام