فهرس الكتاب
الصفحة 300 من 358

وإن أصابك شيء فلا تقل لو

أني فعلتُ كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر اللهُ وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» [1] .

58 -باب

(1) قوله: «فإن (لو) تفتح عمل الشيطان» أي: لما فيها من التأسف على ما فات والتحسر ولوم القدر، وذلك ينافي الصبر، والرضى واجب، والإيمان بالقدر فرض. وفيه: النهي الصريح عن قول «لو» إذا أصابك شيء، وتعليل المسألة: بأن ذلك يفتح عمل الشيطان والإرشاد إلى الكلام الحسن. قاله المصنف.

تنبيه: وأما قوله - صلى الله عليه وسلم: «لولا حُدثان قومِكِ بالكفر لأتممتُ البيت على قواعد إبراهيم» *، وقوله: «لو كنت راجماً أحداً بغير بيّنة لرجمت هذه» **، وقوله:

* أخرجه البخاري (1585) و (1586) .

** أخرجه ابن ماجه (2607) ، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 407) . وقال الألباني: صحيح ... وشطره الأول متفق عليه. انظر: صحيح سنن ابن ماجه رقم (2089) .

«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك» *، وشبه ذلك. فأجاب القاضي عياض بأن هذا كله مستقبل لا اعتراض فيه على قدر، ولا كراهة فيه؛ لأنه إنما أخبر عن اعتقاده فيما كان يفعل لولا المانع وعما هو في قدرته، فأما ما ذهب فليس في قدرته، وكذا قوله: «لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ما سُقتُ الهدي ولجعلتها عمرةً» ** فليس من المنهي عنه بل هو إخبار لهم عما كان يفعل في المستقبل لو حصل، ولا خلاف في جواز ذلك، وإنما ينهى عن ذلك في معارضة القدر، أو مع اعتقاد أن ذلك المانع لو ارتفع لوقع خلاف المقدر». انتهى ملخصاً.

* أخرجه البخاري (887) .

** أخرجه البخاري (1651) ، ومسلم (1218) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام