وحده [1] لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله [2] ،
(1) كل ما عداه ونحو ذلك، فهذا من لوازم الإلهية وليس هو المراد بمعنى لا إله إلا الله؛ لأن معناها لا معبود بحق إلا الله، فما أجهل عباد القبور وما أعظم ما وقعوا فيه من الشرك المنافي لكلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، فإن مشركي العرب جحدوا لا إله إلا الله لفظاً ومعنى، وهؤلاء المشركون أقروا بها لفظاً وجحدوها معنىً.
وقوله: «وحده» تأكيدٌ للإثبات، «لا شريك له» تأكيدٌ للنفي.
(2) وقوله: «وأن محمداً عبده ورسوله» أي: وشهد أن محمداً عبده ورسوله وهو معطوف على ما قبله على نية تكرار العامل، والعبد هنا المملوك العابد أي مملوك الله تعالى وليس له من الربوبية والإلهية شيء.
فقوله: «عبده ورسوله» أعلى مراتب العبد العبودية الخاصة والرسالة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين وجمعهما في حقه - صلى الله عليه وسلم - دفعاً للإفراط والتفريط، فإن كثيراً ممن يدَّعي أنه من أمته أفرَطَ بالغلوِّ فيه قولاً وفعلاً وفرط بترك متابعته واعتمد على الآراء المخالفة لما جاء به وتعسّف في تأويل أخباره بصرفها عن مدلولها والصدف عن الانقياد لها مع انطراحها.
وشهادة أن محمد رسول الله تقتضي طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع، وأن يُعظم أمره ونهيه، ولا يُقدَّم عليه قول أحدٍ كائناً من كان.