فهرس الكتاب
الصفحة 23 من 358

فقلت: الله ورسوله أعلم [1] . قال: «حقُّ اللهِ على العبادِ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً [2] ،

(1) قوله: «فقلت: الله ورسوله أعلم» . وفيه: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم. قاله المصنف رحمه الله. وهذا في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: حُسن الأدب من المتعلم، وأنه ينبغي لمن سُئل عمّا لا يعلم أن يقول ذلك، بخلاف أكثر المتكلفين. قاله في «فتح المجيد» *.

(2) قوله: «قال حق الله على العباد أن يعبدوه» أي: يُوحِّدوه «ولا يُشركوا به شيئاً» وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة، فنفي الشرك أكبره وأصغره شرطٌ في صحة العبادة، و «شيئاً» نكرة في سياق النهي تعم كل شيء مما يُعبد من دون الله، وفي بعض الآثار الإلهية يقول الله تعالى: «إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلقُ ويُعبَدُ غيري، وأرزقُ ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرُّهم إليَّ صاعد، أتحبّب إليهم بالنعم، ويتبغضُون إليَّ بالمعاصي» **.

وفيه: معرفة حق الله علينا. قاله المصنف رحمه الله تعالى، هذا الحق أشار [إليه] *** العلاّمة ابن القيم رحمه الله بقوله:

بهوى النفوس فذاك للشيطان ... حق الإله عبادة بالأمر لا

سبباً النجاة فحبذا السببان ... من غير إشراك به شيئاً هما

إلا الذي قامت به الأصلان ... لم ينجُ من غضبِ الإله وناره

أو ذو ابتداع أو له الوصفان ... والناس بعدُ فمشرك بإلاهه

** أخرجه البيهقي والحكيم الترمذي كما في الجامع الصغير، وضعّفه العلامة الألباني في «السلسلة الضعيفة» رقم (2371) .

*** إضافة يقتضيها السياق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام