فهرس الكتاب
الصفحة 217 من 358

الآية [التوبة:18] .

وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [1] الآية [العنكبوت:10] .

(1) وقال محمد بن إسحاق: «وعسى من الله حق» . وفيه: معرفة تفسير آية براءة. قاله المصنف رحمه الله.

قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} الآية. قال ابن القيم رحمه الله تعالى [إغاثة اللهفان 2/ 189] : «أخبر تعالى عن حال الداخل في الإيمان بلا بصيرة أنه إذا أُوذيَ في الله جعل فتنة الناس وهي أذاهم أو نَيْلهم له بالمكروه وهو الألم الذي لابد أن ينال الرسل وأتباعهم ممن خالفهم، جعل ذلك في الفرار منه وتركه السبب الذي يناله به كعذاب الله الذي فرَّ منه المؤمنون بالإيمان، فالمؤمنون لكمال بصيرتهم فروا من ألم عذاب الله إلى الإيمان وتحمّلوا ما فيه من الألم الزائل المفارق عن قريب، وهذا لضعف بصيرته فرَّ من ألم أعداء الرسل إلى موافقتهم ومتابعتهم ففرّ من ألم عذابهم إلى ألم عذاب الله، وغبن كل الغبن؛ إذا استجار من الرمضاء بالنار، وفرّ من ألم ساعة إلى ألم الأبد، وإذا نصر الله جنده وأولياءه قال: إني كنت معكم والله أعلم بما انطوى عليه صدره من النفاق» . انتهى. وإنما حمل ضعيف البصيرة على أن جعل فتنة الناس كعذاب الله هو الخوف منهم أن ينالوه بما يكره، وذلك من جملة الخوف من غير الله، وهذا وجه مطابقة الآية للترجمة. قاله في «الشرح» *. وفيه: معرفة تفسير آية العنكبوت. قاله المصنف رحمه الله تعالى. وفيه: الخوف من مداهنة الخلق في الحق، والمعصوم من عصمه الله. قاله في «فتح المجيد» **.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام