فهرس الكتاب
الصفحة 214 من 358

في قوله: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ} [البقرة:166] .

قال: المودّة [1] .

32 -باب

(1) وقوله: «المودة» أي التي كانت بينهم في الدنيا خانتهم أحواج ما كانوا إليها كما قال تعالى: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [العنكبوت:25] ، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله [الرسالة التبوكية (57) ] في قوله: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ} [البقرة: 166] الآيتين: «فهؤلاء المتبوعون كانوا على الهدى وأتباعهم ادَّعوا أنهم على طريقتهم ومنهاجهم، وهم مخالفون لهم سالكون غير طريقهم ويزعمون أن محبتهم لهم تنفعهم مع مخالفتهم فيتبرؤون منهم يوم القيامة فإنهم اتخذوهم أولياء من دون الله. وهذا حال كل من اتخذ من دون الله وليجة وأولياء يوالي لهم ويعادي لهم ويرضى لهم ويغضب لهم، فإن أعماله كلها باطلة يراها يوم القيامة حسرات عليه إذ لم يجرد موالاته ومعاداته وحبه وبغضه وانتصاره وإيثاره لله ورسوله، فأبطل الله عز وجل ذلك العمل كله وقطع تلك الأسباب، ولا يبقى إلا السبب الواصل بين العبد وربه، وتجريده عبادته لله وحده ولوازمها من الحب والبغض والعطاء والمنع والموالاة والمعاداة، وتجريد متابعة رسوله تجريداً بريئاً من شوائب الالتفات إلى غيره فضلاً عن تقديم قول غيره عليه، فهذا السبب الذي لا ينقطع بصاحبه» *. انتهى ملخصاً. وفيه: معرفة تفسير {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ} . قاله المصنف رحمه الله تعالى.

* الرسالة التبوكية، لابن القيم (ص/57) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام