أقبل على الناس [1] ، فقال: «هل تدرون [2] ماذا قال ربُّكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم [3] . قال: «قال أصبح من عبادي [4] مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته [5] فذلك مؤمنٌ بي [6] كافرٌ بالكوكب، وأما من قال:
(1) قوله: «أقبل على الناس» ويحتمل أنه أراد السلام.
(2) قوله: «فقال: هل تدرون» * لفظ استفهام ومعناه التنبيه، وفي النسائي «ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة؟» وهذا من الأحاديث القدسية. وفيه: إخراج العالم للمتعلِّم المسألة بالاستفهام عنها لقوله: «أتدرون ماذا قال ربكم؟» . قاله المصنف.
(3) قوله: «قالوا: اللهُ ورسوله أعلم» وفيه: حسن الأدب للمسؤول إذا سُئل عمّا لا يعلم وجب عليه أن يكل العلم إلى عالمه، وذلك يجب.
(4) قوله: «قال: أصبح من عبادي» الإضافة هنا للعموم بدليل التقسيم إلى «مؤمن وكافر» .
(5) قوله: «فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته» والفضل والرحمة صفتان لله تعالى، ومذهب أهل السنة والجماعة: أن ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسول الله من صفات الذات كالحياة، والعلم. وصفات الأفعال؛ كالرحمة التي يرحم بها عباده، كلها صفات لله قائمةٌ بذاته، ليست قائمة بغيره، فتفطَّن لهذا، فقد غلط فيه طوائف. قاله في «فتح المجيد» **.
(6) قوله: «فذلك مؤمنٌ بي» لأنه نسب الفعل إلى فاعله، والنعمةَ إلى المنعم بها «كافر بالكوكب» .
* أخرجه البخاري (846) (1038) (4147) (7503) ، ومسلم (71) .