فهرس الكتاب
الصفحة 206 من 358

وقال: «النائحة إذا لم تتب قبلَ موتها [1]

تُقام يومَ القيامة وعليها سربالٌ من قطران، ودرعٌ من جَرَب [2] ». رواه مسلم.

ولهما [3] عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال: صلّى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحُديبية [4] على إثر [5] سماء كانت من الليل [6] ، فلمَّا انصرف [7]

(1) قوله: «وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها» فيه أن التوبة تكفّر الذنب وإن عظُم، وهذا مجمع ٌ عليه في الجملة ويكفّر أيضاً بالحسنات الماحية والمصائب ودعاء المسلمين بعضهم لبعض وبالشفاعة بإذن الله وعفو الله عن من شاء ممن لا يشرك به شيئاً.

(2) قوله: «تُقام يوم القيامة وعليها سربالٌ من قطران ودرعٌ من جرب» * قال القرطبي: «السربال واحد السرابيل وهي الثياب من سرابيل أهل النار، يعني يلطخن بالقطران حتى يكون اشتعال النار في أجسادهن أعظم ورائحتهنّ أنْتَن. وروي عن ابن عباس أن القطران: النحاس المذاب، والدرع: قميص المرأة وليكون ألمهن بسبب الجرب أشد» . وفيه: معرفة الأربع التي من أمر الجاهلية وذكر الكفر في بعضها، وأن من الكفر ما لا يخرج من الملة ووعيد النائحة. قاله المصنف رحمه الله تعالى.

(3) قوله: «ولهما» أي البخاري ومسلم «عن زيد بن خالد الجهني» صحابي مشهور، مات سنة ثمان وستين، وقيل غير ذلك، وله خمس وثمانون سنة، قال: «صلَّى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» أي صلى بنا، فاللام بمعنى الباء. وفيه: إطلاق ذلك مجازاً، وإنما الصلاة لله. قاله الحافظ ابن حجر [الفتح 2/ 523] .

(4) قوله: «صلاة الصبح بالحديبيَة» بتخفيف يائها وقد تُثقّل.

(5) قوله: «على إِثْر» بكسر الهمزة وسكون الثاء على المشهور: وهو ما يعقب الشيء.

(6) قوله: «سماء كانت من الليل» أي مطر، والسماء يطلق على كل ما ارتفع.

(7) قوله: «فلما انصرف» من صلاته إلى المأمومين كما يدل عليه.

* أخرجه مسلم (934) ، وأحمد (5/ 342، 343، 344) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام