قالوا: يا رسول الله، وما هُنّ؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكلُ الربا، وأكلُ مال اليتيم، والتولِّي يومَ الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» .
وعن جندب مرفوعاً: «حدُّ الساحر ضربةٌ بالسيف» . رواه الترمذي
وقال: الصحيح أنه موقوف [1] .
وفي صحيح البخاري عن بَجَالَة بن عَبَدَة (2) قال: كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنِ اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر [2] .
(1) قوله: «وعن جندب مرفوعاً: «حدُّ الساحر ضربةٌ بالسيف» . رواه الترمذي وقال: الصحيح أنه موقوف» *. هذا الحديث رواه الطبراني في ترجمة جندب بن عبدالله البجلي، قال الحافظ ابن حجر: والصواب أنه غيره.
وقد رواه ابن قانع والحسن ابن سفيان من وجهين عن الحسن عن جندب الخير أنه جاء إلى ساحر فضربه بالسيف حتى مات وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. فذكره.
وجندب الخير هو جندب بن كعب.
وقوله: «ضربة» روي بالهاء والتاء وكلامها صحيح، وبهذا الحديث أخذ مالك وأحمد وأبوحنيفة فقالوا: يُقتل الساحر، وروى ذلك عن عمر وعثمان وابن عمر وحفصة وجندب بن عبدالله وجندب بن كعب وقيس بن سعد وعمر بن عبدالعزيز ولم يرَ الشافعي القتل عليه بمجرد السحر إلا إنْ عمل في سحره ما يبلغ الكفر، وبه قال ابن المنذر، وهو رواية عن أحمد، والأول أولى للحديث ولأثر عمر، وعمل به الناس في خلافته من غير نكير.
(2) قوله: «وفي صحيح البخاري عن بجالة» بفتح الموحدة بعدها جيم «ابن عبدة» بفتحتين، التميمي العنبري بصري ثقة «قال: كتب عمرُ بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر» **. وهذا الأثر رواه البخاري كما قال المصنف لكن لم يذكر قتل السواحر، فلعل المصنف أراد أصله لا لفظه.
* أخرجه الترمذي (1460) ، والطبراني في الكبير (1665) ، والحاكم (4/ 360) . قال الألباني: ضعيف، انظر: ضعيف سنن الترمذي (ص168) ، رقم (244) .
** أصله في البخاري (3156) ، وأخرجه أبوداود (3043) ، وأحمد (1/ 190، 191) .
قاله في «الشرح» *. وفيه: أن الساحر يكفر ووجود هذا في المسلمين على عهد عمر فكيف بعده. قاله المصنف رحمه الله تعالى. وظاهر أنه يقتل من غير استتابة، قال المصنف: يقتل ولا يُستتاب، وهو المشهور عن أحمد وبه قال مالك؛ لأن علم السحر لا يزول بالتوبة، وعن أحمد يُستتاب فإن تاب قُبلت توبته، وبه قال الشافعي؛ لأن ذنبه لا يزيد عن الشرك، والمشرك يُستتاب وتُقبل توبته؛ ولذا صح إيمان سحرة فرعون وتوبتهم.