ولابن جرير [1] بسنده عن سفيان [2] عن منصور [3] عن مجاهد [4] {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} [5] [النجم:19] قال: كان يَلُتُّ لهم السَّويق؛ فمات، فعكفوا
(1) قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم من تعمية قبره لئلا يفتتن به ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به، ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف، ولعبدوه من دون الله» .
قوله: «ولابن جرير» وهو إمام المفسرين محمد بن جرير بن يزيد الطبري أبوجعفر، صاحب التفسير والتاريخ، و تفسيره أجل التفاسير وأحسنها. قال ابن خزيمة: لا أعلم على الأرض أعلم منه. ولد سنة مائتين وأربعة وعشرين ومات ليومين بقيا من شوال سنة ثلاثمائة وعشر.
(2) قوله: «بسنده عن سفيان» الظاهر أنه ابن سعيد الثوري أبوعبدالله الكوفي، ثقة، حافظ فقيه، إمام عابد، كان له أتباع يتفقهون على مذهبه، مات سنة إحدى وستين ومائة وله أربع وستون سنة.
(3) قوله: «عن منصور» هو ابن المعتمر بن عبدالله السلمي ثقة ثبت فقيه، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
(4) قوله: «عن مجاهد» وهو ابن جبر - بالجيم والموحدة -، أبوالحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير، أخذ عن ابن عباس وغيره رضي الله عنهم، مات سنة أربع ومائة، قاله يحيى القطان، وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة وهو ساجد، ووُلد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر - رضي الله عنه -.
(5) قوله: « {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} قال: كان يَلُتُّ لهم السويق فمات، فعكفوا على قبره» وفي رواية: فيطعم من يمر به من الناس، فلما مات عبدوه، وقالوا: هو اللات. رواه سعيد بن منصور، وقد قيل: إنه صرمة بن غُنم. قاله في «الشرح» *.
* (ص/289 - 290) .