فهرس الكتاب
الصفحة 136 من 358

في الصحيح [1] عن عائشة رضي الله عنها أنَّ أمَّ سَلَمة ذكرتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - [2] كنيسةً رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: «أولئكِ [3] إذا مات فيهم الرجلُ الصالح -أو العبدُ الصالح [4] - بنوْا على قبر مسجداً [5] ، وصوَّروا فيه تلك الصُّور، أولئكِ شرارُ الخلقِ عند الله» [6] .

(1) قوله: «وفي الصحيح» أي الصحيحين «عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة» وهي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم القرشية المخزومية تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أبي سلمة سنة أربع، وقيل ثلاث، وكانت قد هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة، وفي «الصحيحين» أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تُوفيت سنة اثنتين وستين.

(2) قوله: «ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -» والكنيسة بفتح الكاف وكسر النون: معبد النصارى وما فيها من الصور.

(3) قوله: «فقال: أولئكِ» بكسر الكاف خطاب للمرأة.

(4) قوله «إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح» هذا - والله أعلم - شك من أحد رواة الحديث، هل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أو هذا؟ وفيه التحري في الرواية والرواية بالمعنى. قاله في «الشرح» *.

(5) قوله: «بنوا على قبره مسجداً» أي موضعاً للصلاة، «وصوروا فيه تلك الصور» والإشارة إلى ما ذكرت أم سلمة وأم حبيبة من التصاوير التي في الكنيسة.

* (ص/267) .

(6) قوله: «أولئكِ شرار الخلق عند الله» * وفيه: ما ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيمن بنى مسجداً يُعبد الله فيه عند قبر رجل صالح، ولو صحَّت نية الفاعل والنهي عن التماثيل وغلظ الأمر في ذلك. قاله المصنف رحمه الله.

وهذا يقتضي تحريم بناء المساجد على القبور وتصوير الصور لا سيما وقد ثبت اللعن عليه. قال البيضاوي: «ولما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماً لهم ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها واتخذوها أوثاناً، لعنهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنع المسلمين عن مثل ذلك، وإنما كانوا شرار الخلق عند الله لبناء المساجد على القبور، والتصوير لكونه ذريعة إلى عبادة من بنوا عليه المسجد وصوروا صورته» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام