فهرس الكتاب
الصفحة 101 من 358

وقوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ [1] وَاعْبُدُوهُ} الآية [2] [العنكبوت:17] .

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} الآيتين [3]

(1) وقوله تعالى عن خليله إبراهيم مخاطباً قومه: {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} أي اطلبوا الرزق عنده لا عند غيره ولم يقل فابتغوا الرزق عند الله؛ لأن تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر، كأنه قال: لا تبتغوا الرزق إلا عند الله. قاله شيخ الإسلام [الفتاوى 10/ 183] .

(2) وقوله: {وَاعْبُدُوهُ} أي أخلصوا له العبادة من عطف العام على الخاص فإن ابتغاء الرزق عنده من العبادة التي أمر بها، واشكروا له على ما أنعم

(3) عليكم، إليه ترجعون فيجازى كل عامل بعمله.

وفيه: معرفة تفسير {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} وأن الرزق لا يُبتغى إلا من الله، كما أن الجنة لا تُطلب إلا منه. قاله المصنف رحمه الله.

وقوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 5 - 6] أخبر تعالى أن المدعو لا يستجيب لداعية في الدنيا كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} [الرعد: 14] الآية، ولا يستجيب له أيضاً في الآخرة كما قال تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} [القصص: 64] ، وقال: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} [الكهف:52] فتناولت الآية كل داع وكل مدعو من دون الله. قاله في «فتح المجيد» *.

ففي الآية أنه لا أضل ممن دعا غير الله، وأنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه، وأن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو الداعي وعداوته له وتسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو وكفر المدعو بتلك العبادة، وأن هذه الأمور هي سبب كونه أضل الناس. قال المصنف رحمه الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام