وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ [1] فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [2] * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ} الآية [3] [يونس: 106 - 107] .
(1) وقوله {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} وهذا أمر مشترك بين جميع المخلوقين سواء كانوا ملائكة أو أنبياء أو أولياء أو إيرهم مما يُدعى من دون الله لا يقدر أحد منهم على نفع ولا ضر.
(2) وقوله {فإن فعلت} أي دعوتَ غير ربك {فإنك إذا من الظالمين} أي المشركين، فالظلم هنا الشرك كما قال لقمان: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13] .
(3) وقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ} أي هو القادر على ذلك دون ما سواه وإن يردك بخير فلا راد لفضله فإنه المنفرد بالملك والعطاء والمنع والضر والنفع فيجب أن يكون هو المدعو المعبود وحده دون من لا يملك ضراً ولا نفعاً. وفيه: معرفة تفسير {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} وأن هذا هو الشرك الأكبر، وإن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين، وتفسير الآية التي بعدها وكون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفر. قاله المصنف رحمه الله.