يقول الحليمي:"قد يجوز أن يقال في الدعاء: يا شافي يا كافي لأن الله - عز وجل - يشفي الصدور من الشبه والشكوك، ومن الحسد والغلول، والأبدان من الأمراض والآفات لا يقدر على ذلك غيره، ولا يدعى بهذا الاسم سواه" (1) .
قال الله - عز وجل - عن أثر القرآن في شفاء القلوب وهدايتها: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) } [الإسراء: 82] ، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) } [يونس: 57] .
أما عن شفاء الأبدان فقال سبحانه عن عسل النحل: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) } [النحل: 69] .
يقول الإمام الطبري - رحمه الله تعالى - عند آية الإسراء السابقة الذكر:"يقول تعالى ذكره: وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاءٌ يُستشفى به من الجهل ومن الضلالة، ويُبصَّرُ به من العمى، للمؤمنين، ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن المؤمنين يعلمون بما فيه من فرائض الله، ويحلُّون حلاله ويحرِّمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة، ويُنجيِّهم من عذابه، فهو لهم رحمةٌ ونعمة من الله، أنعم بها عليهم."
{وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} يقول: ولا يزيد هذا الذي نُنزل عليك من القرآن الكافرين به إلا خسارًا، يقول: إهلاكًا، لأنهم كلما نَزَل فيه أمرٌ من الله بشيء أو نهي عن شيء كفروا به، فلم يأتمروا لأمره، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه، فزادهم ذلك خسارًا إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار، ورجْسًا إلى رجسهم قبل" (2) ."
(1) انظر الأسماء والصفات للبيهقي ص 90.
(2) تفسير الطبري 15/ 152، 153.