وتارة للصولة والضرب، قال تعالى: {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ} [الممتحنة: 2] .
وتارة للبذل والإعطاء نحو: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] " (1) ."
معنى الاسمين في حق الله تعالى:
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
"هو قابض هو باسط هو خافض هو رافع بالعدل والميزان" (2)
قال الهراس - رحمه الله تعالى - في شرحه لهذا البيت:"هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا يجوز أن يفرد أحدها عن قرينه ولا أن يثنى على الله - عز وجل - بواحد منها إلا مقرونًا بمقابله، فلا يجوز أن يفرد القابض عن الباسط ولا الخافض عن الرافع ..."
قال: لأنَّ الكمال المطلق إنما يَحصل بمجموع الوصفين.
فهو سبحانه القابض الباسط، يقبض الأرواح عن الأشباح عند الممات، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة، ويقبض الصدقات من الأغنياء، ويَبسط الأرزاق للضعفاء، ويبسط الرزق لمن يشاء حتى لا تبقى فَاقة، ويَقبضه عمن يشاء حتى لا تبقى طاقة.
ويقبض القلوب فَيُضيِّقها حتى تصير حَرجَا كأنما تصَّعَّدَ في السماء، ويبسطها بما يُفيض عليها من معاني بِره ولُطفه وجماله، قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} " [الأنعام: 125] (3) ."
(1) المفردات، ص 46.
(2) النونية 2/ 236.
(3) شرح الهراس للنونية 2/ 104.