وقال النحاس: وقول أبي عبيدة أولى لأنه مشتق من القوت، والقوت معناه مقدار ما يحفظ الإنسان" (1) ."
وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"المقيت الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات، وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده" (2) .
وقال الراغب:"وقاته يقيته قوتًا أطعمه قوته، وأقاته يقيته جعل له ما يقوته وفي الحديث الشريف (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت) (3) ، وقيل: (من يقيت) ، قال الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} ، وقيل: مقتدرًا، وقيل: حافظًا، وقيل: شاهدًا، وحقيقته قائمًا عليه يحفظه ويقيته" (4) ، وفي الحديث: (اللَّهم اجعل رزق آل محمد قوتًا) (5) .
ويبدو أن هناك فرقًا بين اسم المقيت واسم الرزاق، فالمقيت أخص من الرزاق؛ لأنه يختص بالقوت، أما الرزاق فيتناول القوت وغير القوت.
فالمقيت سبحانه يقدر حاجة الخلائق بعلمه، ثم يسوقها إليهم بقدرته، ليقيتهم بها ويحفظهم. قال الله - عز وجل: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} [فصلت: 10] .
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - عند هذه الآية:"وقدر فيها أقواتها وهو ما يحتاج أهلها إليه من الأرزاق والأماكن التي تزرع وتغرس" (6) .
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المقيت) :
لما كان من معاني (المقيت) : الحفيظ، القدير، فإن ما ذكر من الآثار في هذين الاسمين يناسب ذكره هنا فليرجع إليه.
أما المعنى الآخر (للمقيت) وهو الذي يقيت عباده ويسوق الأرزاق إليهم فإن ما ذكر من الآثار في اسمه سبحانه الرزاق) يناسب أن يذكر هنا أيضًا فليرجع إليه، وأخص هذه الآثار ما يلي:
(1) تفسير الطبري 5/ 296.
(2) تفسير السعدي 5/ 625.
(3) أحمد 2/ 160، وصححه أحمد شاكر في المسند برقم (6842) .
(4) المفردات للراغب ص 414.
(5) مسلم (1055) ورواه البخاري بلفظ مقارب (6460) .
(6) تفسير ابن كثير 4/ 93.