فإنَّ هذه الصفات هي التي يستحق أن يُؤلهَ ويُعبد لأجلها، فيؤله لأنَّ له أوصافَ العظمة والكبرياء، ويؤله لأنَّه المتفرِّد بالقيُّومية، والربوبية، والمُلك والسلطان، ويؤله لأنَّه المتفردِّ بالرحمة، وإيصال النِعم الظاهرة والباطنة إلى جميع خلقه، ويؤله لأنَّه المحيط بكلِّ شيء علمًا وحُكْمًا وحكمةً وإحسانًا ورحمة وقدرة وعزة وقهرًا، ويؤله لأنَّه المتفردِّ بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه، كما أنَّ ما سواه مفتقر إليه على الدوام من جميع الوجوه، مفتقر إليه في إيجاده وتدبيره، مفتقر إليه في إمداده ورزقه، مفتقر إليه في حاجاته كلِّها، مفتقر إليه في أعظم الحاجات وأشد الضرورات، وهي افتقاره إلى عبادته وحده والتأله له وحده" (1) 1)."
- (الله) هو الاسم الأعظم على الأرجح:
يقول القرطبي رحمه الله:"وهذا الاسم هو أكبر أسمائه وأجمعها حتى قال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم، ولم يتسم به غيره، ولذلك لم يثن، ولم يجمع وهو أحد تأويلي قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] ، أي: هل تعلم من تسمى باسمه الذي هو (الله) ، (فالله) اسم للموجود الحق الجامع لصفات الألوهية المنعوت بنعوت الربوبية المنفرد الحقيقي لا إله إلا هو سبحانه" (2) 2).
ومما يرجح قول من قال: إن (الله) هو الاسم الأعظم ما يلي:
1 -أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمع أحد الصحابة يدعو بهذا الدعاء:"اللَّهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"؛ قال: (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى) (3) 1).
2 -كثرة وروده في كتاب الله تعالى، فقد ورد في كتاب الله (2724) مرة.
(1) فتح الرحيم الملك العلام: ت عبد الرزاق البدر ص 20.
(2) القرطبي 1/ 102.
(3) سنن أبي داود (1493) .