فهرس الكتاب
الصفحة 520 من 683

وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"الرقيب والشهيد من أسمائه الحسنى هما مترادفان، وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان" (1) .

وقال أيضًا:"والرقيب المطلع على ما أكنته الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير" (2) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (الرقيب) :

ما ذكر من الآثار السابقة في أسمائه سبحانه (السميع) ، (البصير) ، (الشهيد) يصلح أن يذكر هنا، ويؤكد فيها على الثمرة التالية:

إن التعبد لله سبحانه باسمه (الرقيب) يثمر في القلب مراقبة الله - عز وجل - في السر والعلن، في الليل والنهار، في الخلوة والجلوة، لأنه سبحانه مع عبده لا تخفى عليه خافية، يسمع كلامنا ويرى مكاننا، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فإذا أيقن العبد بهذه الحقائق سعى إلى حفظ قلبه وسمعه وبصره ولسانه وجوارحه كلها من أن يكون منها أو فيها ما يسخط الله - عز وجل -.

وعن منزلة المراقبة يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: و"المراقبة"هي التعبد باسمه (الرقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير) فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها: حصلت له المراقبة. والله أعلم" (3) ."

ويقول أيضًا: " (المراقبة) دوام علم العبد، وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه، فاستدامته لهذا العلم واليقين: هي"المراقبة"وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة، وكل نَفَس وكل طرفة عين، والغافل عن هذا بمعزل عن حال أهل البدايات، فكيف بحال المريدين، فكيف بحال العارفين؟"

(1) الحق الواضح المبين ص 58.

(2) تفسير السعدي 5/ 625.

(3) مدارج السالكين 2/ 66.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام